هو طائر صغير يعيش في فلسطين بالأساس، ومصنف علميا من بين قائمة طيورها منذ منتصف القرن التاسع عشر. وبعد معركة طويلة ضد محاولة إسرائيل السطو عليه وتسجيله عند الهيئات الدولية باسمها، ضمن سرقة ونهب كل ما ليس لها واصطناع تاريخ من لا تاريخ أو وجود، أصبح "عصفور الشمس" منذ سنوات طائرا وطنيا لفلسطين معترفا به عالميا. 

وكلما سمعتم عن أطفال فلسطين الشهداء، أولئك الذين يطلق عليهم مع حرب الإبادة على غزة "عصافير الجنة"، تذكروا معهم "عصفور الشمس" الفلسطيني. وتعجبوا كيف لسلطة تقول أنها "وطنية فلسطينية" اعتماد عملة العدو المحتل "الشيكل" للتعامل في مناطقها. بل وبينما مازال شعبها يعاني الاحتلال وإرهابه، ومحرم على أغلبه العودة إلى وطنه وأرضه وبيوته وبلا دولة مستقلة ومطارات وموانئ.

ولكن على خلاف هذا، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي حركة عارمة لاستعادة الوعي بالتاريخ والحقائق، مع الاهتمام بنشر صور من الحياة بفلسطين قبل الاحتلال الصهيوني ونكبة 1948، ومن بينها طوابع بريد وتذاكر مواصلات وصور فوتوغرافية لعائلات وأشخاص وللمدن والقرى والملابس والخرائط وبطاقات الهويات وجوازات السفر.

وبالطبع معها صور العملات النقدية حينها، وحيث كان "الجنيه الفلسطيني" هو السيد، ولا أثر "لشيكل" اللصوص القتلة. وإذ نحيي كل من أسهم في معركة إنقاذ فلسطينية "عصفور الشمس"، ومن بينهم مسئولون في إدارات السلطة، لا يمكن أن نغفر لها هذا الصمت على إهدار العملة الوطنية لفلسطين لصالح اقتصاد ونقد المحتل، ولتسيده بقوة الاغتصاب والإرهاب. 

وعجايب !
------------------------
بقلم: كارم يحيى